[/i]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه وبعد ،،
شهر رمضان ،، مجتمع الأسرى في سجون الاحتلال
موقع أحرار وُلدنا
أيها القارئ او المستمع الكريم ،، تمهل قليلا واجعل لنا لحظة من حياتك لتتعرف على كيفية استقبال مجتمع الأسرى لشهر الصبر والجهاد، شهر المواساة شهر الأشجان والذكريات ،،
فإن مقارنة بسيطة بين مجتمع الخارج ومجتمع الأسرى فيما يخص استقبال شهر رمضان المبارك تتضح الامو رالتالية:
إن الناس خارج جدران السجن يستعدون لهذا الشهر الفضيل بشراء ما يلزم من حاجيات أو بالاستعداد بالمجاهدة بالصبر والامتناع عن المألوفات من مأكل ومشرب، أو بكثرة الزيارات بين الأهل والأقارب أو بالصلاة والقيام والدعاء بأن يتقبل الله منهم هذا الشهر وأن يعيده عليهم بالخير والسلامة والإيمان وأن يحرر البلاد والعباد ولكن ماذا عن مجتمع الأسرى ،،
كثيرة هي المناسبات سواء السارة أو الحزينة التي يكتوي الأسرى بنيران ذكرياتها وعبق أريجها المضمخ بمسك الجراح والالام ، لأن الأسرى ارتضوا بأن يدفعوا الثمن من أغلى سنوات عمرهم.
فيمر الشهر تلو الشهر ورمضان تلو رمضان وهم في الحرمان والقيود ،، بل يدعون الله عز وجل لأمتهم أن يعزهم ويحررهم ويؤيدهم .
ففي هذا الشهر تتزاحم الذكريات والشجون مخيلاتهم وتمتلئ قلوبهم ونفوسهم شوقا مضافا إلى أهلهم وذويهم وهم يتمنون أن يكونوا بينهم ليشاركوهم فرحة استقبال هذا الشهر المبارك ولكن قدر الله سبق بأن يكونوا خلف قضبان الأسر الحاقدة ، والأسوار الموصدة، لا يشاركهم أحد خاصة أهلهم وأحبتهم . و لأنهم عنوان الصبر والتحدي فإنهم بما ييسر الله لهم من إمكانات فإنهم يستعدون أفضل الاستعداد محاولين توفير ما يلزم من أطعمة ومشروبات ،، والأهم هو الاستعداد النفسي المعنوي لهذا الشهر بزيادة أواصر المودة والمحبة فيما بينهم بالتقرب إلى الله أكثر وأكثر بأن يمن الله عليهم بالإيمان والسكينة والفرج القريب وذلك بزيادة الارتباط بكتاب الله تلاوة وحفظا ومدارسة وقراءة الأحاديث النبوية الشريفة والإكثار من الذكر والطاعات في هذا الشهر المبارك ،،
ولا تمر هذه المناسبة إلا وتصتطدم بجبروت السجان وصلف وظلم إدارة السجن لأنهم يعرفون ما يمثله هذا الشهر من قيمة ومعاني فتحاول تأجيل وربما منع إحضار مستلزمات شهر رمضان من تمور وأطعمة ومشروبات
ففي إحدى السنوات تأخر إحضار التمور إلى اليوم 15 من الشهر وفي سنة أخرى لم يتم إحضاره إلا في وقت متأخر وكان رديئا .
والإدارة بحقدها وكراهيتها لكل ما هو جميل ومفضل للأسرى فإنها تحاول وضع العراقيل والمعوقات من منع زيارات الأسير لأهله أو بين الأسرى أنفسهم بقطع تواصلهم تحت حجج واهية،، والمبالغة في فرض العقوبات من تفتيشات وغرامات وسحب منجزات ومنع إحضار الكانتينا الخاصة في هذا الشهر الفضيل ، و رغم ذلك فإن الأسرى تمرسوا على كيفية التغلب على تلك المصاعب والالام التي من أهمها مرارة الفراق والحرمان من الأهل
فإنهم ورغم ما بهم فانه تتجلى بينهم الاخوة والالفة بأبهى معانيها في تلك الأيام المباركة بالكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة والأخوة الحقيقية فاستطاعوا أن يحولوا الظلم والمحنة إلى منحة للإيمان .
وهكذا فإن مجتمع الأسرى ومن خلال الممارسة اليومية لشعائر هذا اليوم فإنهم يتبارون في المسابقات القرآنية وحفظ الأحاديث، ومنهم من يسارع بإعداد المسابقات الثقافية الدينية الدعوية والسياسية وغيرها ، ومنهم من يسارع في اخذ دوره متبرعا في خدمة إخوانه بشتى المجالات من طعام وتنظيف وسهر لتعم الفائدة.. ولا ننسى أن هذا الشهر يكثر فيه التبرع بالمواد النقدية والعينية فيما بينهم توثيقا لأواصر المحبة والترابط فيما بينهم .
أخي المستمع أو القارئ لكم من شهر رمضان مر عليك وأنت بين أهلك وأحبابك ،، تذكّر أن هناك إخوانا لك وأخوات أيضا مر عليهم هذا الشهر الفضيل وهم في غياهب السجون والمعتقلات خلف الأسوار الشائكة العالية ينتظرون الفرج بكل صبر واحتساب. ومنهم من مر عليه الشهر للمرة الثلاثين أو العشرين وربما أقل أو أكثر ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل .
الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني [i]