معنى الرضا :
الرضا هو القناعة بكل شيء وعدم طلب المزيد أوغيره والرضا بالقضاء
واقتناعة بأنه كل ما يصيبه شيء مكتوب ,
قال تعالى {مـــا أَصـــابَ مِـــنْ مُصِيبَـــةٍ فِـــي الـــأَرْضِ وَلا فِــــي أَنْفُسِكُـمْ
إِلاَّ فِـي كِتـابٍ مِـنْ قَـبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَـا إِنَّ ذَلِـكَ عَلـى اللـهِ يَسيـر
لِكَــيْ لاتَأْسَــوْا عَلــى مــا فاتَكُــمْ وَلا تَفْرَحُــوا بِمَــا آتَاكُــمْ
وَاللــهُ لاَ يُحِــبُّ كُــلَّ مُخْتــالٍ فَخُــورٍ}
فمن علمأن ما يحدث له مكتوب عند الله فلن يحزن على ما أصابه ولا يفرح
بما هو آته فرحا زائدا وإنما يشكر الله على كل شيء
وأنهيعلم أن ماأصابه لم يكن ليخطئهُ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه .
و أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)قال :
"إن اللـه ليبتلـي العبـد فيمـا أعطـاه، فـإن رضـي بمــاقســم
لــه بــورك لــه ووسّعــه، وإن لــم يــرضَ لــم
يبــارك له ولم يُزد على ما كُتِبَ لهُ" . وروى الترمذي وابن ماجه عنه
(صلى الله عليه وآله وسلم)قال:
"إن عظــم الجــزاء مــع عظــم البــلاء،
وإن اللــه تعالــى إذا أحــب قوماً ابتلاهــم،
فمــن رضــي فلــه الرضـــى"
وعن أبي هند الداري قال:قال الله تعالى:
(مَنْ لَمْ يَرْضَ بقَضائي وَلَمْ يَصْبِرْ عَلى بَلائي فَلْيَلْتَمِسْ رَبّاً سِوائي)
قال رسولالله r"قُلِ
اللهمَّإني أسألك نفساً مطمئنةً تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك"
ولنتعلم الرضا من رسول الله صلى الله عليه وسلم :
كان رضارسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه فوق ما يصفه الواصفون ، فهو راض في الغنى والفقر ،
راض في السلم والحرب ، راض وقت القوة والضعف ، راض وقت الصحةوالسقم ،
راض في الشدة والرخاء .
عاش صلى الله عليه وسلم مرارة اليتم ، وأسى اليتم ، ولوعة اليتم فكان راضيا،
وكان يربط الحجرعلى بطنه من شدة الجوع ،، وينام على الحصير فيؤثر في جنبه ،
وتمر ثلاثة أيام لا يجد شيئا يأكله ، ومع ذلك كان راضيا عن الله رب العالمين:
ورضي عن ربه يوم وقفت الدنيا
– كل الدنيا – تحاربه بخيلها ورجلها ، بغناهاوبزخرفها ، بزهوها وبخيلائها ،
فكان راضيا عنالله.
يوم مات عمه وزوجته خديجة ،وأوذي اشدالأذى ، وكذب اشد التكذيب ،
وخدشت كرامته ، ورمى في صدقه ، فقيل له : كذاب وساحر ، وكاهن ومجنون وشاعر.
ورضي يوم طرد من بلده ومسقط رأسه التي فيها مراحل صباه وملاعب طفولته وأفانين شبابه ،
فيلتفت الي مكه وتسيل دموعه ويقول :
انك احب بلادالله الي ولولا ان اهلك اخرجوني منكماخرجت) صحيح رواه الترمزي
ورضي عن الله وهو يذهب الي الطائف ليعرض دعوته فيواجه بأقبح ردوبأسوأاستقبال
ويرمى بالحجارة حتى تسيل قدماه فيرضي عن مولاه .
ويرضي عن الله وهويخرج من مكه مرغما فيسير الي المدينة ويطارد بالخيل
وتوضع العراقيل في طريقه اينما ذهب .
ويرض عن ربه في كل موطن وفي كل مكان وفي كل زمان .
يحضر غزوة احد فيشج رأسه وتكسر ثنيته ويقتل عمه ويذبح اصحابه ويغلب جيشه .
ويرضي عن ربه وقد ظهرحلف كافر ضده من المنافقين واليهود والمشركين
فيقف صامدا متوكلا علي الله مفوضا الامر اليه .
وجزاء هذا الرضا من صلى الله عليه وسلم
قول الله تعالي) : ولسوف يعطيك ربك فترضي( الضحي:5 )
اللهم إنا نسألك الرضا بعد القضاء
وموت الشهداء اللهم آمين
لا إله إلا الله العلي العظيم . . . لا اله إلا الله الحكيم الكريم
لا إله إلا الله سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم
الحمد لله رب العالمين .
اللهم اغفر لى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات